السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. منذ فترة وصلتني رسالة إلكترونية مفادها أن أحد حملة مفاتيح الحرم النبوي حلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له أن القيامة قريبة وأن المصحف سيُرفع وأن الشمس ستنزل فوق رؤوسنا، وأن علي أن أرسل هذه الرسالة إلى عدد من الناس.
وأنا خائفة جدا لأنه قال أن من لا يصدق سوف تحدث له كوارث، ومنذ ذلك وأنا لا أنام ولا أهتم بشيء من واجباتي، حتى ابنتي أحاول أن لا تختفي من أمامي، وأراقب كل الظواهر الطبيعية والأخبار، حتى أني أشعر أن الجنين الذي أحمله تأثر من رعبي, وتمنيت لو لم أتزوج ولم أنجب وأبقى وحيدة، وأعلم أن الساعة حق ولكني لا أعرف ماذا أفعل!؟ وقد انقلبت حياتي رغم أني أحاول المواظبة على العبادات، فما تعليقكم؟!
وشكرا.
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه الرسالة المذكورة وصلت إلينا مصورة في الأوراق وعبر الجوالات فمزقتها مرات على المنبر أمام المصلين ولم يأتني مكروه فالحافظ هو الله، وكنت أقول للمصلين: لن يصيبني إلا ما كتب الله لي.
وقد قام بتكذيب الرسالة وتمزيقها وما يشابهها من الأكاذيب عدد من العلماء منهم الشيخ ابن باز وغيره من الفضلاء، بل إن الشيخ ابن باز رحمه الله سأل أسرة أحمد خادم الحجرة النبوية الذي تأتي باسمه رسالة سنوية فيها بشارة لمن نشرها وتحذير لمن أهملها وتصريح بما حصل لبعض من أهملوها، فتبين أن المسألة كذب وافتراء من أصلها، وحتى لو فرضنا أنها كانت صحيحة فإن الدين قد اكتمل بنزول قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}، وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ستين سنة فلا نحتاج إلى إكمال الدين بالمنامات أو أخذ الإرشادات من المنامات.
ونحن ننصحك بإهمال الرسالة والتوكل على الله، وما أكثر الرسائل التي تأتينا بهذه الطريقة ويكون علاجها في الإهمال، والإنسان يتعجب من تصديق الناس لتلك الأكاذيب ومن عدم المبالاة بما جاء في الكتابة والسنة من نصوص.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالرجوع لأهل العلم الثقات، وكوني واثقة أن الكون ملك لله لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن المهم هو أن يتزود الإنسان بالأعمال الصالحة، فاخرجي مما أنت فيه من الهم والغم، واشغلي نفسك بطاعة الله ثم برعاية أطفالك، ولا تعطي تلك الأكاذيب أي اهتمام، واعلمي أن الخوف والهم يؤثر حتى على الجنين الذي في بطنك.
وعليك بطلب العلم الشرعي وبحضور المحاضرات، ومرحباً بك مجدداً في موقعك، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
وبالله التوفيق والسداد.
الكاتب: د. أحمد الفرجابي
المصدر: موقع إسلام ويب